وسط الفضاءات الصَّاخبة، يستوقفكم مشهدٌ ساحر لسُفن الصحراء، قافلة جِمال مصنوعة من خيوط مُلوَّنة، مُستَلهِمةً من تقاليد نسج "التلِّي" لسكَّان هذه الصحراء، تُكسِبها مظهراً حقيقيّاً ينبض بالحياة، ويعكس ثراء النسيج الثقافة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تقف القافلة شامخةً بكل زهوٍ، وكأنها تهمس في أذنك حكايات الماضي ومغامرات الحاضر. وكل جَمَل مُطرَّز بالخيوط زاهية الألوان يُجسِّد فصلًا من أمجاد الماضي، واهتزازُ تلك الخيوط كأنها همساتٌ تكشف لكَ عن سرٍّ قديم.
صوت خافت يحيط بتلك القافلة يهمس باسمك، ويدعوك لإطلاق العنان لحواسِّكَ، وستشعر بالهواء مُفعَمًا بروح القصص التي لا تُعدُّ ولا تُحصى؛ فكلُّ خيطٍ يتدلَّى من أَسْنِمَة تلك الإبل المهيبة يروي حكايةً مختلفة، بدءاً من صحاري الماضي وأساطيرها، وصولًا لأكوان المستقبل المُنتظَر. تلك الخيوط ليست مجرَّدَ أوتار؛ إنها مداخل إلى عوالِمَ أخرى، وبواباتٌ تقودكم إلى رحلة خيالية تتجاوز حدود الواقع.
تنحت سُفنُ الصحراء تلك وجوهاً واضحة المعالم في رمال بلادنا، وقلوبِها. مَلحَمةٌ من الجَمال صيغت بيتًا فبيتًا، يأخذك بريقُها إلى ممالِكَ مجهولة. تتناسَجُ الخيوط في رقصة مذهلة، ترمز إلى تَداخُل وتَرابُط تلك الأساطير بحياتنا.
تمامًا كما تتواشج تلك الخيوط وتتباعد؛ تتشابك القصص وتتفرَّق، وتُعاود الظهور؛ ممَّا يخلق نسيجاً نابضاً بالحياة، ومتغيِّراً باستمرار، من التجربة الإنسانية.
سفن الصحراء هذه، بشموخ مظهرها، وأناقة هيئتها، والأنسِجةُ التي تعكس أصداء الحكايات- ليست مُجرَّدَ فُرجَة، بل هي دعوة للغوص في بحر الخيال اللا متناهي. هي تذكيرٌ بأن في قلب كلِّ قصة هناك رحلة، وخيطًا مُلوَّنًا يsنتظر أن يبوح بالروائع التي تَعبُر بكم -بقصصها الكثيرة- من مكانٍ إلى آخَر، لتربطنا جميعًا في قافلة الحكايات المدهشة.